قصة وين الوطن !

قصة وين الوطن !
استأذن أحمد من أبيه كي يلعب خارج المنزل فوافق الأب وقال له:
-لا مانع يا بني ولكن احذر أن تبتعد عن وطنك،فالوطن غالٍ جداً ارجع بسرعة.
أحمد هز رأسه موافقاً و مضى يلعب في حديقة المنزل.وبينما هو كذلك إذ به يرى فراشة حلوة المظهر تطير فوق رأسه فمدّ يده محاولاً اصطيادها لكن الفراشة طارت متجهة نحو أشجار الغابة.فلحقها أحمد وتوغل معها في أعماق الغابة وفجأة اختفت الفراشة،فوقف أحمد يتنفس بقوة من أثر الركض السريع،ثم تلفت حواليه باحثاً عن المخرج،فكلما سار في طريق تراجع عنه و أحس بأنه أخطأ الاختيار.وكرر محاولته في أكثر من طريق فلم يفلح أبداً فبدأ الخوف يدب في أوصاله ونبضات قلبه تتسارع،وهو يلتفت يميناً ويساراً فيسأل ويسأل:أين المخرج؟أبي قال:ارجع إلى وطنك.لكني لا أعرف معنى الوطن؟
وراح أحمد يبكي و يبكي.
((آه،آه أنقذوني،سأموت أرجوكم))
هذا كلام سمعه أحمد بالقرب منه فلما التفت وبحث وجدها سمكة سقطت على ساحل البحيرة،فأسرع أحمد وارجعها بهدوء إلى البحيرة,فراحت السمكة تعوم و تغوص بسرعة في أعماق البحيرة ثم قفزت قفزة عالية وصرخت نحو أحمد :شكراً لك يا أحمد لأنك رددتني إلى وطني.
فقال أحمد:الوطن!تقول الوطن!هل تقصد أن البحرية هي وطنها.وأنا أين وطني؟!
فراح أحمد يبكي ويبكي.
((آآخ،آآخ جناحي أنقذوني أرجوكم))
هذا كلام سمعه أحمد بالقرب منه فلما رفع رأسه قليلاً وجد حمامة تنزف دماً،فعرف أن ذلك من فعل أحد الصيادين،فسار أحمد وأخذ إحدى الأعشاب الطبية من الشجرة وعصرها فوق جناح الحمامة،وبعد مدة كانت الحمامة تطير وتغني قائلة)شكرً يا أحمد لأنك رددتني إلى وطني)
فقال أحمد: الوطن!تقول الوطن!هل تقصد أن وطنها هو هذا الجو كله وأنا أين وطني ؟!
فراح أحمد يبكي ويبكي.
((النجدة..النجدة..سيعضني..سيأكلني..إلحقوني))
كان هذا صراخ الأرنبه التي كانت تركض حول أحمد وتستنجده،فقال لها أحمد:
-ما الخبر؟ماذا يجري؟
-الأسد..سيأكلني الأسدأرجوك ساعدني أرجوك
فكر أحمد قليلاً ثم قال للأرنبه:
-لا بأس سأستعين بصديقي القمر،فهو أقوى من الأسد.وهنا رفع أحمد رأسه نحو السماء ونادى بأعلى صوته:
- يا قمر..يا صديقي القمر أرجوك ساعدني أرجوك.
فنزل القمر إلى أحمد وقال:
- ما الخبر يا أحمد.
- الأسد سيأكل صديقتي الأرنبة.
- وما الحيلة في ذلك؟
فوضع أحمد فمه بالقرب من القمر وأخبره بالخطة.فضحك الاثنان واستعدا للخطة بينما اختبأت الأرنبة و أحمد بعيداً عن الأسد.
وهنا نادى القمر الأسد وطلب منه أن يلعب معه لعبة جميلة وهي أن يحاول الأسد القفز عالياً لاصطياد القمر فإذا استطاع لمسه فسوف يحصل على مجموعة من الأرانب حسب وعد القمر له.وبالفعل حاول الأسد وحاول وحاول حتى بدى عليه الإرهاق الشديد ولم يقو على الحركة،وفجأة خرج أحمد بين الظلام ولَكَمَ الأسد بقوة فطار الأسد ووقع بعيداً على الأرض،فخاف وظن أن الأشباح تعاونت مع القمر ضده فهرب ولم يعد.
فضحك القمر وأحمد و الأرنبة من فعل الأسد الجبان ثم قالت الأرنبة لأحمد وهو يركض و ينط:
-شكراً لك يا أحمد لأنك رددتني إلى وطني.
-فاستغرب أحمد و قال: الوطن!تقول الوطن!هل تقصد أن أن الغابة وطنها،و أنا أين وطني؟!
-فراح يبكي و يبكي،وطال بكاؤه هذه المرة.
وهنا تجمعت حواليه الحيوانات التي ساعدها وسألته عن سبب بكائه فقال:
أبي قال لي:احذر أن تبتعد عن وطنك فالوطن غال جداً ارجع بسرعة،لكنني لا أعرف ما معنى الوطن.
وهنا حنّ القمر على أحمد و نزل له وقال:
- يا أحمد لقد سمعت أن في الغابة نخلة قوية رفيعة جداً لها جذور طويلة ممتدة في أعماق الأرض،وحواليها بحر،تُسمى نخلة الوطن وتحت جذورها حروف غير مرتبه تحمل اسم أحد الأوطان.يُقال أنه من أعز الأوطان.
وهنا طارت الحمامة عالياً و استعدت للبحث عن النخلة و راحت الأرنبه تحفر في أعماق الأرض للبحث عن جذورها و عن حروفها وغاصت السمكة في أعماق المحيطات للبحث عن تلك الجزر،وبعد مدة عاد الجميع بالخبر السار فلقد وجدوا النخلة،كما أن الأرنبه أحضرت معها تلك الحروف ،فقام أحمد ورتبها مع الحيوانات،فيا للعجب كان اسم وطنه هو(المغرب))
عمت الجميع الفرحة فقام القمر وأرشد الجميع للطريق وركب أحمد ظهر الحمامة وطارت وودع الغابة وأهلها الطيبين حتى وصل إلى والده وبيته ووطنه المغرب.

» اكبر مجموعة نكت اغبياء و محششين في تاريخ الوطن العربي